ليس هذا الكتاب سجلًّا لتاريخ الدولة الفاطمية التي حكمت (مصر ) زهاء قرنين؛ ولكنه محطات توقفتُ عندها أنا وأصحاب هذه الدولة من بدايتها إلى نهايتها، وتركت فى الوجدان المصري آثارًا لا تزال ماثلة فى الثقافة الشعبية. ويغفل الناس عن الدعاوى الدينية والمذهبية التى جاء بها الفاطميون على أسنة الرماح، وفرضوها على الشعب بمقتضى (حق الفتح )؛ الذي يعطي للدولة الغالبة سلطة تغيير الموروث الثقافي والاجتماعي، وما كان للفاطميين أن ينجحوا في غلبة (مصر ) لولا ضعف النظام الحاكم، وغفلة الشعب المحكوم. إنه درس لا ينبغي أن ننساه، وهو أن التهاون فى الدفاع الوطني، والاستقلال الذاتي، يؤدي إلى ضياع الوطن، وخضوعه لكل طارق مشبوه.